المسجد معرض الفن الإسلامي
عندما انتشر الإسلام في العالم في القرن السابع الميلادي، تغيرت ملامح كثير من الأقطار، وبدخولها التدريجي في الإسلام، قامت أقوام مختلفة بالمساهمة في بناء حضارة جديدة هي الحضارة الإسلامية . .وانتشار القرآن بلغته الأصلية، والسيطرة التامة للكتابة العربية اوجدا رابطا شد جميع إرجاء دنيا الإسلام، ومن الطبيعي القول بان المسلمين قد اقتبسوا من العلوم والفنون في البلدان التي قاموا بفتحها الأمر الذي أدى إلى تطور الفنون الإسلامية وحضارتها .
وفن العمارة الإسلامية، كاد ان يكون فنا دينيا بحتا .حيث كانت البيوت تبنى لمجرد إن يقضي المسلم فترة حياته القصيرة فيها، إلا أن بيوت الله كانت نماذج للفن خالدة . وكان يكفي الفرد المسلم إن يكون المسجد جميلا، فكان يصرف ماله وجهده في سبيل ذلك، ويبذل فيه كل ما لديه من فن وصنعة، ومن ثم يقدمه هدية لله، فيما كان الناس جميعا يستفيدون منه في كل وقت، لان المساجد كانت تبنى عادة بالقرب من الأسواق، حيث يسهل الوصول إليها .
إن لبناء المسجد في فن العمارة الإسلامية أهمية كبيرة، بصفته مكانا للعبادة ومركزا للتجمع والفصل في كثير من الخلافات، ولإقامة الكثير من المراسيم . لذلك كان الصناع والفنانون يبذلون قصارى جهودهم وفنونهم ومهاراتهم لخلق مكان جميل قوي البناء يوفر جوا من المعنوية . لقد كان المسجد في الواقع مجموعة من مظاهر الفنون المختلفة تراكمت لإيجاد هذا المكان الخاص في فضاء تسوده العلاقة بين الخالق والمخلوق، ويمثل في الوقت نفسه جمال الفن الإسلامي الذي ينبغي إلا يشغل المرء عن التوجه إلى ربه . ولما كان المسجد قصرا اجتماعيا للدين الإسلامي وملجأ من حياة المدينة المضطربة، فقد أولوا لتزيينه وتجميله اهتماما خاصا، ولذلك يمكن القول إن أول مكان تجلى فيه الفن الإسلامي هو المسجد .
إما المساجد الأولية الإسلامية فقد كانت بسيطة . وكان الهدف هو الذي يفرض خريطتها، بحيث تكون فيها ساحة مربعة للمصلين، وحوض في وسطها للوضوء، وإيوان مسقف ذو أعمدة يقي الناس من الحر والمطر، وتقام فيه الدروس، ومحراب متوجه إلى القبلة حيث تترادف، صفوف المصلين، وكان لبعض المساجد قباب وجدران من الطين.
في كل مدينة كان المسجد الجامع اكبر مساجدها حيث كانت تعلن الأخبار وتعقد فيها اللقاءات الاجتماعية والثقافية، ومقرا لحشد الجيوش وتسييرها لمواجهة العدو . لذلك كان المسجد مركز ثقل البناء في المدينة، وكانت تراعى في بنائه الظروف المحلية والسنن السائدة. .
ومن مميزات المساجد هي المنائر والمآذن التي كانت بشكل اسطواني أو مربعة الشكل .
لم يكن يبدو للفنان المسلم اى أمر صعب أو مادة صعبة، لا الخشب ولا المعدن ولا الحجر ولا الإسفلت وغير ذلك فقد استعان فن العمارة الإسلامي بكل الفنون التجميلية الأخرى،
وفي فن العمارة الإسلامية لابد من القول بأنها في الحقيقة تمثل تراث مختلف الملل الذي وان توحد في بوتقة الإسلام، إلا انه منحه وضوحا عقليا .
كل من له إلمام بفن العمارة الإسلامية حيث يدرك انه كان للرياضيات اثر كبير في ذلك الفن إذ أن من مميزات الفن الإسلامي وجود النقوش الهندسية .
إن الأشكال الإسلامية المتداخلة الملتوية تتألف عادة من عدد من الأشكال المنتظمة.. إن هذه الأشكال الهندسية الملتوية تدل، دون شك، على عقلانية أسلوب العمل، الذي يحكي عن الفكر الوحدوي، مما يحمل المشاهد إلى ميادين رفيعة من الروحانية والإيمان بوحدة الله