منذ زمن لم أتكلم... لم أحك لليل عن وطن الصمت... ومخاض الضباب.
منذ زمن لم أنم على وسائد الأفاق... لم أكسر جرار المعاناة... لم أعد همسات الحلم في عمر السراب.
منذ زمن لم أتخط العتبات ... عتبات البوح عن وجع اليتامى ، ونواح الأرامل ، وأنين الجياع في مفترق الطرقات.
في قريتي ينام الفرح باكرا ، وينتهي الحزن عند أول بوابة للعرس العربي القادم من الظلمات ، ليقف عند بواكير البذخ ومأرب الأسراف .
حتى وأن مات الألاف من الأطفال في فلسطين والعراق والصومال ، أو هتك عرض السلام ، وتحطمت تويجات السوسن في محراب الأغتصاب .
في قريتي يموت الوطن على كف الهزيمة ، وتنام القضية على كتف الدولار.
ويتلو الرضيع دستور العصر والماده لتحقيق المساواة للأخيار. ولاأحد يجرؤ على قول الحقيقة في عيون الصباح ، حتى لاتفضح الشمس ماوراء بكاء الغمامة... ولا يفك نواح المطر سر الخيانة ، ورواية تلك الأرهاصات التي تراكمت على خد الفوضى في أركان اللأمبالاة .
هناك في قريتي أسبل الظلام رداءه على ضياء التفاصيل ، فاألى متى نكابد ويكابدنا هذا العراء ؟ وقد ضاق رحم الصمت بقحط الأستكانه ، بمن لايستمطرون الرحمة على روؤس الأحياء.
فهل من نهاية ؟ نختم بها فصول الرواية ؟
بزمن لا وقت فيه لأنتظار رحمة الحياة .